الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: كتاب العلم **
في تعريف العلم وفضله وحكم طلبه
لغة: نقيض الجهل، وهو: إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكًا حازمًا. اصطلاحًا: فقد قال بعض أهل العلم: هو المعرفة وهو ضد الجهل، وقال آخرون من أهل العلم: إن العلم أوضح من أن يعرف. والذي يعنينا هو العلم الشرعي، والمراد به: ومن المعلوم أن الذي ورثه الأنبياء إنما هو علم شريعة الله ـ عز وجل ـ وليس غيره، فالأنبياء - عليهم الصلاة والسلام ـ ما ورثوا للناس علم الصناعات وما يتعلق بها، بل إن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حي قدم المدينة وجد الناس يؤبرون النخل - أي يلقحونها - قال لهم لما رأى من تعبهم كلامًا يعني أنه لا حاجة إلى هذا ففعلوا، وتركوا التلقيح، ولكن النخل فسد، ثم قال لهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ولو كان هذا هو العلم الذي عليه الثناء لكان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أعلم الناس به، لأن أكثر من يثني عليه بالعلم والعمل هو النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
إذن فالعلم الشرعي هو الذي يكون فيه الثناء ويكون الحمد لفاعله، ولكني مع ذلك لا أنكر أن يكون للعلوم الأخرى فائدة، ولكنها فائدة ذات حدين: إن أعانت على طاعة الله وعلى نصر دين الله وانتفع بها عباد الله، فيكون ذلك خيرًا ومصلحة، وقد يكون تعلمها واجبًا في بعض الأحيان إذا كان ذلك داخلًا في قوله تعالى: وقد ذكر كثير من أهل العلم أن تعلم الصناعات فرض كفاية، وذلك لأن الناس لابد لهم من أن يطبخون بها، ويشربون بها، وغير ذلك من الأمور التي ينتفعون بها، فإذا لم يوجد من يقوم بهذه المصانع صار تعلمها فرض كفاية. وذا محل جدل بين أهل العلم، الشرعي الذي هو فقه كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما عدا ذلك فإما أن يكون وسيلة إلى خير أو وسيلة إلى شر، فيكون حكمه بحسب ما يكون وسيلة إليه.
|